تحميل كتاب تفسير القرآن العظيم تفسير ابن كثير Pdf

تفسير القرآن العظيم تفسير ابن كثير
الكتاب:تفسير القرآن العظيم تفسير ابن كثير

المؤلف:ابن كثير

السلسلة:تفسير القرآن الكريم
اللغة:العربية
الصفحات:2061 صفحة
دار النشر:دار ابن حزم
الصيغة:PDF
حجم الملف:68.34 ميجا بايت

نبذة عن الكتاب

تفسير ابن كثير: جوهرة التفسير بالمأثور التي أضاءت دروب الفهم

في عالم التفسير، تتلألأ أسماء خالدة، لكن قليلًا منها من ترك بصمة لا تُمحى عبر القرون، ولعلّ "تفسير القرآن العظيم" للإمام ابن كثير هو أحد أبرز هذه العلامات الفارقة. هذا التفسير، المعروف بين العلماء وطلبة العلم بتفسير ابن كثير، هو عمل موسوعي ضخم، يفيض بعلم غزير وتدقيق نادر، وضعه الإمام عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي، الذي عاش في القرن الثامن الهجري وتوفي عام 774 هـ.

ينتمي هذا التفسير إلى مدرسة التفسير بالمأثور، أي تفسير القرآن بالقرآن، ثم بالسنة النبوية، فبأقوال الصحابة والتابعين، دون أن يغفل جانب اللغة العربية بثرائها وتنوعها، بل يستند إليها ويستشهد بأشعارها ومفرداتها لفهم الآيات وتفصيلها. ما يُميز تفسير ابن كثير أنه ابتعد عن الإسرائيليات، فنقى رواياته مما علق بها من أخبار لا سند صحيح لها في الإسلام، مشيرًا إليها أحيانًا فقط للاستشهاد لا للاعتماد.

ورغم أن كثيرين يضعون تفسير الطبري في المرتبة الأولى بين كتب التفسير، إلا أن تفسير ابن كثير ينافسه بقوة، بل يراه البعض أكثر تماسكًا وسهولة للفهم، وأكثر التزامًا بالسنة وآثار السلف.

سيرة عالم: ابن كثير من مجدل إلى قمة العلم

ولد ابن كثير عام 701 هـ في بلدة مجدل قرب بصرى الشام، وفقد والده صغيرًا، فانتقل إلى دمشق مع أخيه عام 707 هـ. هناك بدأت رحلته العلمية، حيث حفظ القرآن في سن مبكرة، ودرس الفقه الشافعي، ونهل من علوم التفسير والحديث، حتى صار من كبار علماء عصره.

تتلمذ على يد علماء كبار مثل المزي وابن تيمية، وارتبط بالمزي مصاهرة، ما عمّق علاقته بالعلم والسند. كما تتلمذ على عدد من الشيوخ مثل ابن الشحنة، وابن عساكر، وابن الزراد. تولى التدريس في مدارس علمية مرموقة بدمشق كدار الحديث الأشرفية، والمدرسة التنكزية، وغيرها.

وفي أواخر عمره، أُصيب بالعمى، لكنه لم يتوقف عن طلب العلم وتعليمه، إلى أن توفي عام 774 هـ، ودُفن بجوار أستاذه ابن تيمية، في مقبرة الصوفية خارج باب النصر بدمشق. ومن أشهر مؤلفاته إلى جانب تفسيره: البداية والنهاية، الباعث الحثيث، السيرة النبوية، وطبقات الشافعية.

منهجه الفريد في التفسير: وضوح وعمق بلا تعقيد

ما يجعل تفسير ابن كثير فريدًا، أنه اتبع منهجًا علميًا دقيقًا، يجمع بين الدقة وسهولة الفهم، وبين الرواية والتحليل، ويمكن تلخيص أبرز سمات منهجه في النقاط التالية:

- الشرح الميسر: يبدأ بشرح عام للآية بلغة واضحة، يفهمها العامي كما يتذوقها المتخصص.

- القرآن يفسر القرآن: يربط الآيات المتشابهة ويضعها بجانب بعضها ليُستجلى المعنى، وكأنها قطع من فسيفساء متكاملة.

- الرجوع للسنة: فإن لم يجد في القرآن تفسيرًا مباشرًا، عاد إلى السنة النبوية، ناقلًا الأحاديث غالبًا بإسنادها.

- اعتماد أقوال الصحابة: يورد أقوال كبار الصحابة، وخصوصًا من عُرفوا بالعلم والفهم العميق، مثل عبد الله بن مسعود وابن عباس.

- نقل عن التابعين ومن بعدهم: مثل مجاهد وسعيد بن جبير والحسن البصري وقتادة، مع بيان الفروق الدقيقة في تعبيراتهم.

- نقد الإسرائيليات: لم يسكت عن الروايات الواهية، بل نبّه عليها وردّها إن لزم، محذرًا من الخلط بين المأثور والمفتعل.

- الأحكام الفقهية: حين تمر به آيات الأحكام، لا يكتفي بذكر المعنى، بل يخوض في مذاهب الفقهاء وأدلّتهم.

- بلاغة اللغة: يبرز في تفسيره الجانب اللغوي، ويستشهد بالشعر الجاهلي أحيانًا لإيضاح مدلولات الألفاظ.

- ذكر الأعلام: يُعنى بذكر الأسانيد وأسماء العلماء الذين ينقل عنهم، مما يجعل كتابه مرجعًا موثقًا.

- الاقتباس مع توثيق: يستفيد من تفاسير من سبقه، خاصة الطبري وابن أبي حاتم وابن تيمية، مع الإشارة إلى ذلك بوضوح.

من مقدمة ابن كثير: خريطة التفسير على منهج السلف

قال ابن كثير في مقدمة تفسيره ما نصه:

"إن أصح الطرق في ذلك أن يُفسر القرآن بالقرآن، فما أُجمل في مكان فإنه قد فُسِّر في موضع آخر... فإن لم نجد التفسير في القرآن ولا في السنة، رجعنا في ذلك إلى أقوال الصحابة... فإن لم نجد التفسير عندهم، رجعنا إلى التابعين..."

وفي هذا الكلام تتجلى قواعده الذهبية: التدرج، والتحقيق، والثقة في مصادر الفهم.

تفسير ابن كثير ليس مجرد كتاب تقليدي، بل هو رحلة في عمق القرآن الكريم، ومرآة لعلم السلف، ومنارة يهتدي بها المفسرون والباحثون إلى يومنا هذا. بأسلوبه السلس، ومنهجه المنضبط، وابتعاده عن الخرافات، صنع لنفسه مكانة لا تُضاهى، وجعل من عمله واحدًا من أعمدة التراث الإسلامي في التفسير.

معلومات عن الكاتب

صورة مؤلف الكتاب

نشأة عماد الدين أبو الفداء

عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن كثير وُلد في عام 701 هـ في قرية مجدل قرب بصرى في سوريا. توفي والده عندما كان في الثانية من عمره، ثم انتقل إلى دمشق مع أخيه في عام 707 هـ. بدأ رحلته في طلب العلم بحفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، ثم تعلم القراءات وحفظ كتب فقه الشافعية وتفسير القرآن.

تعليمه وتحصيله العلمي

درس أبو الفداء على يد علماء كبار مثل برهان الدين الفزاري، كمال الدين ابن قاضي شهبة، وابن الشحنة، كما استمع إلى دروس العديد من الشيوخ مثل ابن الزراد، وابن عساكر، والمزي. وقد اهتم بشكل خاص بتفسير القرآن الكريم وشرح الحديث الشريف، وكان له تواصل علمي مع ابن تيمية وتلميذه جمال الدين المزي.

مؤلفاته وأعماله

له العديد من المؤلفات القيمة، أبرزها "تفسير القرآن العظيم" و"البداية والنهاية"، التي تعد موسوعة تاريخية ودينية هامة. كما له مؤلفات أخرى مثل "السيرة النبوية" و"طبقات الشافعية"، وله شرح لمختصر علوم الحديث. كان له إسهام كبير في شرح صحيح البخاري، الذي لم يكمله. تميزت أعماله بعناية كبيرة بالحديث والتفسير.

عقيدته وتوجهاته الفكرية

عقيدة أبو الفداء كانت موضع جدل بين الأشاعرة والسلفيين. يرى البعض أنه كان أشعري العقيدة بسبب علاقاته بمشايخ الأشاعرة، بينما يرى آخرون أنه كان سلفياً، خاصة في تفسيره للقرآن الكريم وتبنيه لمواقف شيخ الإسلام ابن تيمية في العديد من المسائل العقائدية. كان له تأثير كبير على تلاميذه ومتابعيه في نشر عقيدة السلف.

وفاته وإرثه العلمي

توفي أبو الفداء في عام 774 هـ بعد أن أثر في مجاله العلمي بشكل كبير. دفن في مقبرة الصوفية بجوار ابن تيمية. رغم تنوع الآراء حول توجهاته الفكرية، إلا أن إرثه العلمي ظل حياً من خلال كتبه، التي أصبحت مرجعاً رئيسياً في التفسير والتاريخ الإسلامي.

الكتب الأخرى للكاتب

تحميل الكتاب

شارك الكتاب لتنفع به غيرك

ABDELLAH EALOUAD

الكاتب ABDELLAH EALOUAD

قد تعجبك هذه الكتب أيضاً

اكتب مراجعة

0 مراجعة

5340612378732330379
https://www.norbook.shop/