
المؤلف:أندريه موروا
نبذة عن الكتاب
كتاب "وازن الأرواح" للكاتب أندريه موروا – حكاية تتجاوز حدود الحياة والموت
في عمله الفريد وازن الأرواح، يأخذنا أندريه موروا في رحلة ميتافيزيقية تتأمل في جوهر الروح الإنسانية وإمكانية اندماجها المطلق. يطرح موروا تصورًا مدهشًا: ماذا لو تمكّنا من دمج كل ذرة من روحين ارتبطتا عاطفيًا بشكل عميق؟ هل يمكن أن تنشأ عن ذلك لحظة تفوّق روحيّ لا مثيل لها؟ هذا هو جوهر التجربة التي يصفها، حيث تتلاقى الأرواح في لحظة مفصلية لا تتكرر.
ورغم مظهره الساخر، يكشف "جيمس" – أحد شخصيات القصة – عن مشاعر دفينة وإيمان داخلي بوجود روابط أعمق من الحياة نفسها. يؤمن بأن التجربة الحاسمة المتبقية هي مراقبة روحين متشابكتين وهما تفارقان الجسد في ذات اللحظة، ليتمكن بعدها من محاولة توحيدهما في العالم الآخر. يقول: "سأحاول أن أوحّدهما مجددًا بعد الموت."
أجواء الرواية تأسر القارئ بتصويرها الحسيّ المكثف، حيث تصف لحظة غريبة: "أطفأت النور، وفجأة اندلعت كرة ضوء منبعثة من رف الموقد، تشع بهالة حالمة، تشبه بدرًا صيفيًا صافياً في سماء اليونان أو الشرق. إنها جوهرة سائلة، تتلألأ وسط تيارات من السكون المشع، وكأنها سديم مشتعل من الماس."
عن الكاتب وتجربته مع "وازن الأرواح"
يحكي أندريه موروا عن خلفية هذا العمل قائلاً: "كتبت العديد من الروايات والسير الذاتية، وقد كان لي حضور أدبي ملحوظ في فرنسا، بينما لاقت سيرتي الذاتية قبولاً أكبر في إنجلترا وأمريكا. لكن كتاب 'وازن الأرواح' الذي نُشر عام 1931، كان استثناءً غريبًا."
ويتابع: "الفكرة ولدت خلال الحرب العالمية الأولى، حيث فقدت عددًا من أصدقائي وأقاربي، فبدأت بالتأمل في مسألة الموت. وذات مرة، قرأت خبرًا عن طبيب 'مجنون' كان يقوم بوزن أجساد الموتى مباشرة بعد الوفاة. استقرت الفكرة في ذهني لسنوات، حتى قابلت طبيبًا إنجليزيًا في لندن تطابق تمامًا مع الشخصية التي تخيّلتها، فشرعت في كتابة القصة، وأنجزتها خلال أسبوعين فقط."
ويضيف موروا باندهاش: "الكثير من القرّاء ظنوا أن القصة واقعية، وها أنا، بعد أكثر من 30 عامًا من النشر، ما زلت أتلقى رسائل من أنحاء العالم تسألني: هل وزن الروح حقيقة؟" وقد استعان موروا بالفعل بطبيب فرنسي مرموق حينها – جان بيرين – ليصمم له جهازًا علميًا افتراضيًا يدعم مصداقية الفكرة، رغم أن الطلب كان غريبًا بطبيعته.
0 مراجعة