📚 ملاحظة: جميع الكتب المتاحة على هذا الموقع مأخوذة من أرشيف الإنترنت archive.org، وهي متاحة للاستخدام العام أو تم نشرها بموجب ترخيص يتيح مشاركتها.

📩 اطلب إزالة كتابك كمؤلف

قناع بلون السماء: كل ما تريد معرفته عن الرواية الفائزة بالبوكر 2024، ولماذا أثارت كل هذا الجدل؟

قناع بلون السماء

في لحظة نادرة ومؤثرة، أُعلن عن اسم الفائز بالجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) لعام 2024. ساد الصمت للحظات في قاعة الاحتفال، فالاسم الذي تم إعلانه لم يكن صاحبه حاضرًا ليتسلم الجائزة. لم يكن غائبًا بسبب وعكة صحية أو ظرف سفر، بل لأنه يقبع خلف قضبان سجن إسرائيلي منذ أكثر من عشرين عامًا.

الفائز هو الأسير الفلسطيني باسم خندقجي عن روايته "قناع بلون السماء".

هذا الفوز لم يكن مجرد حدث أدبي، بل كان رسالة هزت الأوساط الثقافية والسياسية حول العالم. فكيف يمكن لأسير أن يكتب رواية بهذه القوة؟ وما هي القصة التي جعلتها تتفوق على مئات الروايات الأخرى وتفوز بأرفع جائزة عربية؟ والأهم، لماذا أثار هذا الفوز كل هذا "الجدل" والاهتمام؟

في هذا المقال، سنغوص في عالم "قناع بلون السماء" لنكتشف القصة، ونعرف من هو مؤلفها، ونفهم لماذا يعتبر فوزها لحظة تاريخية فارقة في الأدب العربي الحديث.

عن ماذا تتحدث رواية "قناع بلون السماء"؟ (بدون حرق للأحداث)

تدور أحداث الرواية حول "نور"، شاب فلسطيني من مخيم في رام الله، وهو مؤرخ متخصص في علم الآثار. في أحد الأيام، يعثر "نور" على هوية زرقاء (إسرائيلية) تعود لعالم آثار إسرائيلي يُدعى "أور". وبدافع من الفضول والشغف، يقرر "نور" ارتداء هذا "القناع"، منتحلاً شخصية "أور" لينضم إلى بعثة تنقيب إسرائيلية.

من هنا، تبدأ رحلة "نور" المزدوجة. فهو يعيش بشخصيتين، ويغوص في أعماق تاريخ الأرض التي يحبها، ولكنه يراها من خلال عيون "الآخر". الرواية ليست مجرد قصة تجسس أو مغامرة، بل هي استكشاف عميق ومؤلم لأسئلة الهوية والذاكرة والتاريخ. من يملك رواية التاريخ؟ وكيف يمكن لقناع أن يغير ليس فقط نظرة الآخرين إليك، بل نظرتك أنت لنفسك؟

يستخدم باسم خندقجي لغة شعرية ورصينة، ويمزج بين التاريخ الشخصي والتاريخ العام، ليخلق رواية متعددة الطبقات تجبر القارئ على التفكير في مفاهيم معقدة مثل الانتماء والذاكرة المسروقة.

من هو باسم خندقجي؟ الكاتب الذي تحدى السجن

قصة الكاتب لا تقل دراماتيكية عن روايته.

  • ولد باسم خندقجي في نابلس عام 1983. كان طالبًا في قسم الصحافة والإعلام بجامعة النجاح الوطنية.

  • في عام 2004، اعتُقل وحُكم عليه بثلاثة أحكام مدى الحياة.

  • داخل السجن، قرر باسم أن يكمل تعليمه. درس العلوم السياسية، وكتب العديد من المجموعات الشعرية، بالإضافة إلى رواياته. "قناع بلون السماء" ليست عمله الأول، لكنها العمل الذي حقق له اعترافًا عربيًا وعالميًا واسعًا.

  • هو يمثل رمزًا لما يُعرف بـ "أدب السجون الفلسطيني"، وهو تيار أدبي كامل يكتبه أسرى فلسطينيون من داخل السجون، محولين تجربة القمع إلى فعل إبداعي ومقاومة ثقافية.

لماذا فازت بالبوكر؟ شهادة لجنة التحكيم

لم يكن الفوز مجرد تعاطف مع قضية الكاتب. لقد أشادت لجنة التحكيم بالقيمة الأدبية العالية للرواية. قال رئيس لجنة التحكيم، الكاتب السوري نبيل سليمان، إن الرواية:

"تنسج رواية متعددة الطبقات تستكشف ببراعة تشابكات الهوية والذاكرة والتاريخ. إنها عمل يمزج بين الشخصي والسياسي بأسلوب مؤثر ومبتكر".

لقد رأت اللجنة في "قناع بلون السماء" رواية تتجاوز موضوعها الفلسطيني لتمس قضايا إنسانية عالمية حول فكرة الهوية في عالم ممزق بالصراعات.

"الجدل" الحقيقي: لماذا هذا الفوز مهم جدًا؟

الاهتمام الكبير الذي حظيت به الرواية لم يأتِ من فراغ. إنه نابع من عدة نقاط تجعل هذا الفوز حدثًا استثنائيًا:

  1. انتصار للرواية الفلسطينية: يُعتبر الفوز تكريسًا كبيرًا للأدب الفلسطيني وقدرته على المنافسة والوصول إلى القمة على الرغم من كل الظروف.

  2. الأدب كسلاح للمقاومة: يثبت فوز باسم خندقجي أن الإبداع لا يمكن أسره. وأن القلم يمكن أن يكون أقوى من جدران السجن، قادرًا على إيصال صوت من يحاول العالم إسكاته.

  3. إعادة تعريف الهوية: جاء فوز الرواية، التي تتمحور حول فكرة "الهوية"، في وقت يتصاعد فيه النقاش العالمي حول الرواية التاريخية لفلسطين.

  4. لفت الأنظار لقضية الأسرى: لقد سلط هذا الفوز الضوء عالميًا على قضية آلاف الأسرى الفلسطينيين، وقدم وجهًا إنسانيًا وإبداعيًا لهم، بعيدًا عن الصور النمطية.

الخاتمة: رواية يجب أن تُقرأ

"قناع بلون السماء" ليست مجرد رواية فائزة بجائزة مرموقة، بل هي وثيقة أدبية وإنسانية استثنائية. إنها شهادة على أن الروح البشرية، حين تتسلح بالإبداع، يمكنها أن تتجاوز أقسى الظروف وتخلق جمالاً وعمقًا من قلب المعاناة.

قراءة هذه الرواية ليست فقط للاستمتاع بعمل أدبي رفيع، بل هي أيضًا فعل تضامن مع صوت حاولوا إخفاءه، وتكريم لقوة الكلمة في مواجهة الظلم.

شاركنا رأيك في التعليقات: ما هي الرسالة الأقوى التي تعتقد أن فوز هذه الرواية يبعث بها إلى العالم؟ وهل تخطط لقراءتها؟

شارك الكتاب لتنفع به غيرك

ABDELLAH EALOUAD

الكاتب ABDELLAH EALOUAD

قد تعجبك هذه الكتب أيضاً

اكتب مراجعة

0 مراجعة

5340612378732330379
https://www.norbook.shop/