هل تتخيل أن أعظم الروايات التي غيرت شكل الأدب العالمي كُتبت في هدوء تام، على مكتب أنيق، مع فنجان من القهوة؟ فكر مرة أخرى.
الحقيقة أغرب وأكثر جنونًا مما تتخيل. وراء الكلمات الخالدة والقصص التي أسرتنا، كانت هناك طقوس غريبة، وعادات لا تصدق، وأسرار صغيرة ساعدت هؤلاء العباقرة على استدعاء الإلهام. لقد كانوا بشرًا، وفي بعض الأحيان، كانت غرابتهم هي سر عبقريتهم.
استعد، لأنك على وشك الدخول إلى الغرف السرية لأشهر كتّاب التاريخ.
1. فيكتور هوغو: الكتابة عارياً
نعم، قرأت العنوان بشكل صحيح. فيكتور هوغو، مؤلف الرائعة الخالدة "البؤساء"، كان لديه حل جذري للتغلب على المماطلة. عندما كان يواجه موعدًا نهائيًا ضاغطًا، كان يأمر خادمه بأن يأخذ كل ملابسه ويخفيها، ولا يترك له سوى شال كبير ليلف به نفسه.
لماذا؟ بهذه الطريقة، كان يجبر نفسه على البقاء في غرفة الكتابة وعدم مغادرة المنزل تحت أي ظرف. هذه العزلة القسرية كانت طريقته الوحيدة للتركيز وإنهاء أعماله الضخمة. تخيل أن "البؤساء" ربما لم تكن لترى النور لولا هذه العادة الغريبة!
2. أونوريه دي بلزاك: وقود من 50 فنجان قهوة
كان الروائي الفرنسي بلزاك آلة كتابة بشرية، حيث أنتج ما يقرب من 100 رواية وقصة قصيرة. لكن هذه الآلة كانت تحتاج إلى وقود خاص وقوي جدًا: القهوة. لم يكن يشرب فنجانًا أو اثنين، بل كان يستهلك ما يصل إلى 50 فنجانًا من القهوة السوداء القوية يوميًا.
كان يبدأ الكتابة في الساعة الواحدة صباحًا ويستمر حتى المساء، مدعومًا بالكافيين فقط. وعندما لم تعد القهوة السائلة تؤثر فيه، كان يلجأ إلى مضغ حبوب البن الجافة مباشرة! لا شك أن أدبه كان مذهلاً، لكن نمط حياته كان وصفة لكارثة صحية.
3. أجاثا كريستي: لا مكتب، لا غرفة، لا مشكلة!
ملكة روايات الجريمة، التي باعت أكثر من ملياري نسخة من كتبها، لم تكن تملك شيئًا بسيطًا يملكه معظم الكتاب: مكتب خاص. صرحت أجاثا كريستي قائلة: "كل ما أحتاجه هو طاولة ثابتة وآلة كاتبة".
كانت تكتب في أي مكان تجد فيه مساحة: على طاولة الطعام بين الوجبات، في غرفة نومها، أو حتى أثناء سفرها مع زوجها عالم الآثار في رحلاته الاستكشافية. كانت حبكاتها المعقدة وقصصها المذهلة تُنسج في خضم فوضى الحياة اليومية، مما يثبت أن الإبداع لا يحتاج إلى مكان مثالي، بل إلى عقل لامع.
4. إرنست همنغواي: الوقوف في وجه الكلمات
الكاتب الأمريكي الشهير بقوته البدنية وأسلوبه الكتابي المقتضب، كان يطبق نفس القوة على عملية الكتابة نفسها. لم يكن همنغواي يكتب جالسًا، بل كان لديه مكتب طويل يقف أمامه لساعات، متنقلاً من قدم إلى أخرى.
كان يضع آلته الكاتبة على رف مرتفع، ويكتب بقلم رصاص على ألواح خشبية. كان يؤمن أن الكتابة عمل جسدي شاق، وأن الوقوف يساعده على البقاء في حالة تأهب ويجعل إيقاع نثره أكثر قوة وحيوية.
5. نجيب محفوظ: الانضباط الحديدي والقهوة في "قهوة الفيشاوي"
على عكس الفوضى الخلاقة للكثيرين، كان عميد الأدب العربي، نجيب محفوظ، مثالاً للانضباط الصارم الذي يشبه روتين الموظف. كان يستيقظ كل يوم في نفس الموعد، ويمشي نفس المسافة إلى مكتبه، ثم يذهب إلى مقهى معين في القاهرة (تغيرت المقاهي على مر السنين، وأشهرها "الفيشاوي" و"ريش").
في المقهى، كان يجلس ويطلب قهوته ويبدأ في الكتابة أو مقابلة أصدقائه الأدباء. لم تكن طقوسه غريبة بقدر ما كانت مقدسة. هذا الروتين اليومي الثابت كان هو الإطار الذي سمح لخياله بالتحليق بحرية، منتجًا روائع مثل "الثلاثية" و"أولاد حارتنا". درسه الأكبر هو أن الالتزام قد يكون أقوى أنواع الإلهام.
الخاتمة: لا توجد وصفة سحرية واحدة
من الكتابة عاريًا إلى شرب كميات قاتلة من القهوة، تثبت عادات هؤلاء العباقرة أنه لا توجد طريقة صحيحة أو خاطئة للإبداع. الأهم هو أن يجد كل شخص "طقسه" الخاص الذي يطلق العنان لأفكاره.
والآن جاء دورك... ما هي أغرب عادة لديك للتركيز أو إنجاز عملك؟ شاركنا قصتك في التعليقات!
0 مراجعة